جمعه, ۱۴ اردیبهشت, ۱۴۰۳ / 3 May, 2024
مجله ویستا

نیایش امام سجاد علیه السلام در وداع از ماه مبارک رمضان


نیایش امام سجاد علیه السلام در وداع از ماه مبارک رمضان

خدایا ای كسی كه در برابر احسان به خلق مزد نمی خواهی, و ای كسی كه از بخشش پشیمان نمی شوی,و ای كسی كه مزد بنده خود را افزون از عمل می بخشی و برابر نمی دهی,نعمتت بی سابقه استحقاق, و عفوت به آئین تفضل, و عقوبتت عدل, و قضایت خیر است اگر عطا كنی عطایت را به منت آلوده نمی سازی, و اگر منع كنی منعت از روی ستم نیست

اللّهُمّ یَا مَنْ لَا یَرْغَبُ فِی الْجَزَاءِ

وَ یَا مَنْ لَا یَنْدَمُ عَلَی الْعَطَاءِ

وَ یَا مَنْ لَا یُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَی السّوَاءِ.

مِنّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَ عَفْوُكَ تَفَضّلٌ، وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وَ قَضَاؤُكَ خِیَرَهٌٔ

إِنْ أَعْطَیْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنّ‏ٍ، وَ إِنْ مَنَعْتَ لَمْ یَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدّیاً.

تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَ أَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ.

وَ تُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ أَنْتَ عَلّمْتَهُ حَمْدَكَ.

تَسْتُرُ عَلَی مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ، وَ تَجُودُ عَلَی مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَ كِلَاهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِیحَهِٔ وَ الْمَنْعِ غَیْرَ أَنّكَ بَنَیْتَ أَفْعَالَكَ عَلَی التّفَضّلِ، وَ أَجْرَیْتَ قُدْرَتَكَ عَلَی التّجَاوُزِ.

وَ تَلَقّیْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وَ أَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظّلْمِ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَی الْإِنَابَهِٔ، وَ تَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَی التّوْبَهِٔ لِكَیْلَا یَهْلِكَ عَلَیْكَ هَالِكُهُمْ،

وَ لَا یَشْقَی بِنِعْمَتِكَ شَقِیّهُمْ إِلّا عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَیْهِ، وَ بَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجّهِٔ عَلَیْهِ، كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ یَا كَرِیمُ، وَ عَائِدَهًٔ مِنْ عَطْفِكَ یَا حَلِیمُ.

أَنْتَ الّذِی فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَی عَفْوِكَ، وَ سَمّیْتَهُ التّوْبَهَٔ، وَ جَعَلْتَ عَلَی ذَلِكَ الْبَابِ دَلِیلًا مِنْ وَحْیِكَ لِئَلّا یَضِلّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَهًٔ نَصُوحاً عَسَی رَبّكُمْ أَنْ یُكَفّرَ عَنْكُمْ سَیّئَاتِكُمْ وَ یُدْخِلَكُمْ جَنَاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.

یَوْمَ لَا یُخْزِی اللّهُ النّبِیّ وَ الّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ، نُورُهُمْ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمَانِهِمْ، یَقُولُونَ رَبّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا، وَ اغْفِرْ لَنَا، إِنّكَ عَلَی كُلّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ. فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَ إِقَامَهِٔ الدّلِیلِ‏

وَ أَنْتَ الّذِی زِدْتَ فِی السّوْمِ عَلَی نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِیدُ رِبْحَهُمْ فِی مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَ فَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَهِٔ عَلَیْكَ، وَ الزّیَادَهِٔ مِنْكَ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَیْتَ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَهِٔ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، وَ مَنْ جَاءَ بِالسّیّئَهِٔ فَلَا یُجْزَی إِلّا مِثْلَهَا.

وَ قُلْتَ مَثَلُ الّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّهٍٔ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی كُلّ سُنْبُلَهٍٔ مِائَهُٔ حَبّهٍٔ، وَ اللّهُ یُضَاعِفُ لِمَنْ یَشَاءُ،

وَ قُلْتَ مَنْ ذَا الّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِیرَهًٔ. وَ مَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنّ فِی الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِیفِ الْحَسَنَاتِ.

وَ أَنْتَ الّذِی دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَیْبِكَ وَ تَرْغِیبِكَ الّذِی فِیهِ حَظّهُمْ عَلَی مَا لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ‏

أَبْصَارُهُمْ، وَ لَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ، وَ لَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ، فَقُلْتَ اذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ، وَ اشْكُرُوا لِی وَ لَا تَكْفُرُونِ، وَ قُلْتَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنّكُمْ، وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِی لَشَدِیدٌ.

وَ قُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنّ الّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِینَ، فَسَمّیْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَهًٔ، وَ تَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً، وَ تَوَعّدْتَ عَلَی تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنّمَ دَاخِرِینَ.

فَذَكَرُوكَ بِمَنّكَ، وَ شَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَ دَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَ تَصَدّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِیدِكَ، وَ فِیهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَ فَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ.

وَ لَوْ دَلّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَی مِثْلِ الّذِی دَلَلْتَ عَلَیْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوفاً بِالْإِحْسَانِ، وَ مَنْعُوتاً بِالِامْتِنَانِ، وَ مَحْمُوداً بِكُلّ لِسَانٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِی حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَ مَا بَقِیَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَ مَعْنًی یَنْصَرِفُ إِلَیْهِ.

یَا مَنْ تَحَمّدَ إِلَی عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ وَ الْفَضْلِ، وَ غَمَرَهُمْ بِالْمَنّ وَ الطّوْلِ، مَا أَفْشَی فِینَا نِعْمَتَكَ، وَ أَسْبَغَ عَلَیْنَا مِنّتَكَ، وَ أَخَصّنَا بِبِرّكَ‏

هَدَیْتَنَا لِدِینِكَ الّذِی اصْطَفَیْتَ، وَ مِلّتِكَ الّتِی ارْتَضَیْتَ، وَ سَبِیلِكَ الّذِی سَهّلْتَ، وَ بَصّرْتَنَا الزّلْفَهَٔ لَدَیْكَ، وَ الْوُصُولَ إِلَی كَرَامَتِكَ‏

اللّهُمّ وَ أَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَایَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ، وَ خَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الّذِی اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشّهُورِ، وَ تَخَیّرْتَهُ مِنْ جَمِیعِ الْأَزْمِنَهِٔ وَ الدّهُورِ،

وَ آثَرْتَهُ عَلَی كُلّ أَوْقَاتِ السّنَهِٔ بِمَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ النّورِ، وَ ضَاعَفْتَ فِیهِ مِنَ الْإِیمَانِ، وَ فَرَضْتَ فِیهِ مِنَ الصّیَامِ، وَ رَغّبْتَ فِیهِ مِنَ الْقِیَامِ، وَ أَجْلَلْتَ فِیهِ مِنْ لَیْلَهِٔ الْقَدْرِ الّتِی هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

ثُمّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَی سَائِرِ الْأُمَمِ، وَ اصْطَفَیْتَنَا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ، وَ قُمْنَا بِعَوْنِكَ لَیْلَهُ، مُتَعَرّضِینَ بِصِیَامِهِ وَ قِیَامِهِ لِمَا عَرّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ تَسَبّبْنَا إِلَیْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ، وَ أَنْتَ الْمَلِی‏ءُ بِمَا رُغِبَ فِیهِ إِلَیْكَ، الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَرِیبُ إِلَی مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ.

وَ قَدْ أَقَامَ فِینَا هَذَا الشّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وَ صَحِبَنَا صُحْبَهَٔ مَبْرُورٍ، وَ أَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِینَ، ثُمّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَ انْقِطَاعِ مُدّتِهِ، وَ وَفَاءِ عَدَدِهِ.

فَنَحْنُ مُوَدّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزّ فِرَاقُهُ عَلَیْنَا، وَ غَمّنَا وَ أَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنّا، وَ لَزِمَنَا لَهُ الذّمَامُ الْمَحْفُوظُ، وَ الْحُرْمَهُٔ الْمَرْعِیّهُٔ، وَ الْحَقّ الْمَقْضِیّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ السّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَهْرَ اللّهِ الْأَكْبَرَ، وَ یَا عِیدَ أَوْلِیَائِهِ.

السّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَ یَا خَیْرَ شَهْرٍ فِی الْأَیّامِ وَ السّاعَاتِ.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِیهِ الْ‏آمَالُ، وَ نُشِرَتْ فِیهِ الْأَعْمَالُ.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ قَرِینٍ جَلّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَ أَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَ مَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ أَلِیفٍ آنَسَ مُقْبِلًا فَسَرّ، وَ أَوْحَشَ مُنْقَضِیاً فَمَضّ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقّتْ فِیهِ الْقُلُوبُ، وَ قَلّتْ فِیهِ الذّنُوبُ.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَی الشّیْطَانِ، وَ صَاحِبٍ سَهّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللّهِ فِیكَ، وَ مَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَی حُرْمَتَكَ بِكَ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذّنُوبِ، وَ أَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُیُوبِ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَی الْمُجْرِمِینَ، وَ أَهْیَبَكَ فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ شَهْرٍ لَا تُنَافِسُهُ الْأَیّامُ.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلّ أَمْرٍ سَلَامٌ‏

السّلَامُ عَلَیْكَ غَیْرَ كَرِیهِ الْمُصَاحَبَهِٔ، وَ لَا ذَمِیمِ الْمُلَابَسَهِٔ

السّلَامُ عَلَیْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَیْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَ غَسَلْتَ عَنّا دَنَسَ الْخَطِیئَات‏

السّلَامُ عَلَیْكَ غَیْرَ مُوَدّعٍ بَرَماً وَ لَا مَتْرُوكٍ صِیَامُهُ سَأَماً.

السّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَ مَحْزُونٍ عَلَیْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ.

السّلَامُ عَلَیْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا، وَ كَمْ مِنْ خَیْرٍ أُفِیضَ بِكَ عَلَیْنَا

السّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی لَیْلَهِٔ الْقَدْرِ الّتِی هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ

السّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَیْكَ، وَ أَشَدّ شَوْقَنَا غَداً إِلَیْكَ.

السّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی فَضْلِكَ الّذِی حُرِمْنَاهُ، وَ عَلَی مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.

اللّهُمّ إِنّا أَهْلُ هَذَا الشّهْرِ الّذِی شَرّفْتَنَا بِهِ، وَ وَفّقْتَنَا بِمَنّكَ لَهُ حِینَ جَهِلَ الْأَشْقِیَاءُ وَقْتَهُ، وَ حُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ.

أَنْتَ وَلِیّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَ هَدَیْتَنَا لَهُ مِنْ سُنّتِهِ، وَ قَدْ تَوَلّیْنَا بِتَوْفِیقِكَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ عَلَی تَقْصِیرٍ، وَ أَدّیْنَا فِیهِ قَلِیلًا مِنْ كَثِیرٍ.

اللّهُمّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَاراً بِالْإِسَاءَهِٔ، وَ اعْتِرَافاً بِالْإِضَاعَهِٔ، وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النّدَمِ، وَ مِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الِاعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَی مَا أَصَابَنَا فِیهِ مِنَ التّفْرِیطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِیهِ، وَ نَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَیْهِ.

وَ أَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَی مَا قَصّرْنَا فِیهِ مِنْ حَقّكَ، وَ ابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَیْنَ أَیْدِینَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإِذَا بَلّغْتَنَاهُ فَأَعِنّا عَلَی تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَهِٔ،

وَ أَدّنَا إِلَی الْقِیَامِ بِمَا یَسْتَحِقّهُ مِنَ الطّاعَهِٔ، وَ أَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا یَكُونُ دَرَكاً لِحَقّكَ فِی الشّهْرَیْنِ مِنْ شُهُورِ الدّهْرِ.

اللّهُمّ وَ مَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِی شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِیهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَ اكْتَسَبْنَا فِیهِ مِنْ خَطِیئَهٍٔ عَلَی تَعَمّدٍ مِنّا، أَوْ عَلَی نِسْیَانٍ ظَلَمْنَا فِیهِ أَنْفُسَنَا، أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَهًٔ مِنْ غَیْرِنَا، فَصَلّ عَلَی مُحَمّدٍ وَ آلِهِ، وَ اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ،

وَ اعْفُ عَنّا بِعَفْوِكَ، وَ لَا تَنْصِبْنَا فِیهِ لِأَعْیُنِ الشّامِتِینَ، وَ لَا تَبْسُطْ عَلَیْنَا فِیهِ أَلْسُنَ الطّاعِنِینَ، وَ اسْتَعْمِلْنَا بِمَا یَكُونُ حِطّهًٔ وَ كَفّارَهًٔ لِمَا أَنْكَرْتَ مِنّا فِیهِ بِرَأْفَتِكَ الّتِی لَا تَنْفَدُ، وَ فَضْلِكَ الّذِی لَا یَنْقُصُ.

اللّهُمّ صَلّ عَلَی مُحَمّدٍ وَ آلِهِ، وَ اجْبُرْ مُصِیبَتَنَا بِشَهْرِنَا، وَ بَارِكْ لَنَا فِی یَوْمِ عِیدِنَا وَ فِطْرِنَا، وَ اجْعَلْهُ مِنْ خَیْرِ یَوْمٍ مَرّ عَلَیْنَا أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ، وَ أَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، وَ اغْفِرْ لَنَا مَا خَفِیَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا عَلَنَ.

اللّهُمّ اسْلَخْنَا بِانْسِلَاخِ هَذَا الشّهْرِ مِنْ خَطَایَانَا، وَ أَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَیّئَاتِنَا، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وَ أَجْزَلِهِمْ قِسْماً فِیهِ، وَ أَوْفَرِهِمْ حَظّاً مِنْهُ.

اللّهُمّ وَ مَنْ رَعَی هَذَا الشّهْرَ حَقّ رِعَایَتِهِ، وَ حَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقّ حِفْظِهَا، وَ قَامَ بِحُدُودِهِ حَقّ قِیَامِهَا، وَ اتّقَی ذُنُوبَهُ حَقّ تُقَاتِهَا، أَوْ تَقَرّبَ إِلَیْكَ بِقُرْبَهٍٔ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وَ عَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَیْهِ، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَ أَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنّ فَضْلَكَ لَا یَغِیضُ، وَ إِنّ خَزَائِنَكَ لَا تَنْقُصُ بَلْ تَفِیضُ، وَ إِنّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لَا تَفْنَی، وَ إِنّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنّا.

اللّهُمّ صَلّ عَلَی مُحَمّدٍ وَ آلِهِ، وَ اكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ، أَوْ تَعَبّدَ لَكَ فِیهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِٔ. اللّهُمّ إِنّا نَتُوبُ إِلَیْكَ فِی یَوْمِ فِطْرِنَا الّذِی جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِینَ عِیداً وَ سُرُوراً، وَ لِأَهْلِ مِلّتِكَ مَجْمَعاً وَ مُحْتَشَداً مِنْ كُلّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ، تَوْبَهَٔ مَنْ‏ لَا یَنْطَوِی عَلَی رُجُوعٍ إِلَی ذَنْبٍ، وَ لَا یَعُودُ بَعْدَهَا فِی خَطِیئَهٍٔ، تَوْبَهًٔ نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشّكّ وَ الِارْتِیَابِ، فَتَقَبّلْهَا مِنّا، وَ ارْضَ عَنّا، وَ ثَبّتْنَا عَلَیْهَا.


شما در حال مطالعه صفحه 1 از یک مقاله 3 صفحه ای هستید. لطفا صفحات دیگر این مقاله را نیز مطالعه فرمایید.