جمعه, ۱۲ بهمن, ۱۴۰۳ / 31 January, 2025
مجله ویستا

سوسیولوجیا وسائل الإعلام فی المجتمع الأهوازی



      سوسیولوجیا وسائل الإعلام فی المجتمع الأهوازی
نبی نیسی

مقدمة عن تاریخ الاتصالات: حین عرف الإنسان نفسه علی وجه المعمورة کان شغله الشاغل التواصل مع أخیه الإنسان ألآخر فمارس لغة الإشارة تارة والأصوات غیر المفهومه تارة أخری حتی أدی به المطاف إلی إبداع اللغة. فهی أعظم إنجاز بشری مهّد الطریق للتطورات المتلاحقه، لأن اللغة هی العامل الرئیس فی التفکیر، والفکر لا یحصل دون لغة وحصیلة هذا الفکر هی الإنجازات البشریة الکبری کالثقافة مثلا. فتکاملت أدوات التواصل حتی مرت بمراحلها الثلاث: 1- الشفهیة منذ إبداع اللغة 2- المکتوبة مع اختراع آلة الطباعة 3- الالکترونیة باختراع الحاسوب. کما أن کثرة هذه الأدوات أدی إلی تقسیمها إلی قسمین: الف) التواصل الفردی (التلغراف، التلفون والجوال) ب) التواصل الجماعی والتی سمیت فیما بعد بوسائل الإعلام وتتمیز بکثرة المخاطبین فی آنٍ واحد ألا وهی (الصحافة، الإذاعة، التلفزیون، السینما، الفضائیات والانترنت).

تأسیس فرع علم اجتماع الإعلام

وبما أن وسائل الإعلام هذه تنشط علی مجالات عدة کالأخبار، والترفیه، والتعلیم والتثقیف، استطاعت أن تهیمن علی مساحات واسعة من شرائح المجتمع وبدأت تنافس محددات التنشأة الاجتماعیة کالأسرة والمدرسة ودور العبادة وغیرها من محددات. وبسبب تأثیرها الفاعل علی السلوک الفردی، اعتبرها البعض من علماء الاجتماع من أهم محددات التنشأة الاجتماعیه. کما الدور المهم التی تقوم به فی الاندماج الاجتماعی أعطی مبررا کافیا لقیام فرع فی علم الاجتماع العام سمی بعلم اجتماع الإعلام والذی یهتم بدراسة الأثر المتبادل بین وسائل الإعلام والمجتمع.

أثر وسائل الإعلام علی المجتمع

هنالک رأیان حول أثر وسائل الإعلام فی المجتمع، وکل رأی یشتمل علی عدة نظریات:

الأول: یعتقد بالسلطة غیر المحدودة لوسائل الإعلام وانفعالیة المتلقی ویعتمد علی بعض النظریات کنظریة "الغرس" و"إطلاق الرصاصة" وهی النظریات التی تعتقد أن الرسالة الإعلامیة تغرس فی اللاشعور أو هی کالرصاصة تصیب أین ما وقعت.

الثانی: یعتقد بالسلطه المحدودة للإعلام والدور الفاعل للمتلقی. ظهر هذا الرأی من خلال کثرة وسائل الإعلام وأیضا من خلال التطور التکنولوجی الذی سمح للمتلقی أن یختار القناة او المحتوی الذی یرغب بمشاهدته.

النظریات الاجتماعیة والإعلام

استفید فی مقالی من نظریتین اجتماعیتین متناقضتین ورأیهما حول الإعلام ألا وهما:

1) النظریة البنیویة – الوظیفیة :یعتقد أصحاب هذه النظریة أن المجتمع یتکون من بنیة اجتماعیة ثابتة وعناصر وأجزاء تؤدی وظایف معینة للحفاظ علی هذا البناء وأیضاً الحفاظ علی النظام والانسجام الاجتماعیین ولذلک هی نظریة محافظة وتعارض التغییر الجذری للمجتمعات. ومن هذا المنطلق، اُعتبرت المؤسسات الإعلامیه عناصر اجتماعیه یجب أن تساعد فی الحفاظ علی الوضع الراهن، کما استُخدمت لهذا الغرض من قبل الأنظمه الحاکمة لذلک استطاعت من خلق ثقافة جماهیریة ساعدت فی التسویق لسیاسات تلک الأنظمة.

2) النظریه النقدیه: جاءت هذه النظریة لنقد النظریات الکلاسیکیة والمحافظة وبرزت من خلال آراء أصحاب المدرسه الفرنکفورتیة وهی تبتنی علی العقلانیة وفاعلیة الفرد وتحترم التعددیة وتعتبر الثقافة الجماهیریة الموحدة مفسدة للمجتمع، لأنه سیتکون من خلالها أداة بید أصحاب القرار. من هذا المنطلق قامت بنقد الإعلام الرسمی وحاولت أن تستخدم الوسائل غیر الرسمیة والحرة للترویج لأفکارها وأخذت تتوسع فی أوساط الطبقة المتعلمة بحیث استطاعت أن تخلق منها قوة فاعلة تؤخذ بالحسبان من قبل الأنظمة الحاکمة وأیضاً أخذت تؤثر فی بعض الأحداث الاجتماعیة کالتغییرات الحاصلة فی العالم العربی مؤخراً.

المجتمع الأهوازی والإعلام

إذا أردنا أن نصنف المجتمع العربی الأهوازی حسب النظریات الاجتماعیة نجدهُ کالکثیر من المجتمعات الشرق أوسطیة مجتمعاً تقلیدیاً – محافظاً تتحکم به العادات والتقالید الموروثة التی باتت غیر صالحة لعصرنا هذا. کما أنهُ یمتلک مؤسسات وعناصر اجتماعیة تقلیدیة تؤدی وظائفها للحفاظ علی البنیه التقلیدیة للمجتمع. وایضاً یمتلک قنوات تواصل تقلیدیة کمجالس المناسبات الدینیة والقبلیة والدواوین ساهمت وتساهم فی نقل الموروث الاجتماعی إلی أجیاله اللاحقة. ولذلک تجدهُ عصیاً علی التغییر. ولو أن لهذا العصیان کان الدور الأبرز والإیجابی فی مقاومة السیاسات البهلویة التی حاولت من صهر شعبنا والقضاء علیه لکن استمرار هذا العصیان أصبح عائقاً أمام التنمیة المرجوة لمواکبة العصر.

فی المقابل، أخذت تظهر وتتوسع طبقة نخبویة متعلمة فی أوساط هذا المجتمع، قرأت وتقرأ الفکر التنویری والنظریات النقدیة وتتأثر منهما ولکن بقی دورها هامشیاً فی التغییرات الاجتماعیة وذلک لأسباب عدة منها: افتقار النخبة للعمل المؤسساتی المنظم، وعدم الانسجام والتواصل والنقد البناء، التخبط فی العمل علی ساحات عدة کالفکر والثقافة تارة والسیاسة تارة اُخری، وعدم الاستقرار والإبداع فی مجال ثابت ومعین، وأخیراً عدم وجود آلیات ووسائل للتواصل مع القاعدة الشعبیة. علما بدور الإعلام من قبل نشطاء حاولوا تأسیس بعض الصحف مستفیدین من الأجواء الانفتاحیة، لکنها بقیت تجارب خجولة بسبب عدم الاحتراف - ماعدا تجربة احترافیة واحدة ألا وهی جریدة "همسایه ها"  لصاحبها الأستاذ محمد حزباوی التی افشلت لأسباب غیر معروفة وفی نفس الوقت معروفة!

إذن بقیت لدینا ساحة واحدة وهی "الانترنت" فهی ساحة أساسیة ومهمة جداً تُمکن الطبقة النخبویة من التواصل والانسجام والفاعلیة الأکثر فی المجتمع، لکن وللأسف الشدید، مازلنا نحن العرب أقل استخداماً للانترنت قیاساً بالقومیات الأخری الساکنة فی إیران - کما یذکر ذلک الأستاذ ناصر فکوهی.

لکن هذا لایقلل من شأن التجارب الموجودة علی الساحة من مواقع ومدونات الکترونیة، فأغلب هذه التجارب کانت ومازالت ناجحة ومؤثرة، فها هو موقع بروال، ورغم صغر سنّه أخذ یأخذ مکانة مرموقة فی الساحتین الإعلامیة والثقافیة الأهوازیتین، بحیث استطاع أن یخلق مساحة واسعة للکتابة والتحلیل والنقد وأن تساهم التجربة البروالیة فی کشف الکثیر من الطاقات الأدبیه والفنیة متمنین له النجاح المستمر، إن شاء الله تعالی.

فی الأخیر، أود أن أقدم بعض المقترحات عسی أن تؤخذ بعین الاعتبارمن قبل النشطاء:

1) ضرورة الإصرار والمتابعة فی العمل الإعلامی المحترف، خاصة فی مجال الصحافة المکتوبة والالکترونیة وأخذ تراخیص رسمیة.

2) استخدام الفضاء المجازی بقوةٍ وإبداعٍ أکثر.

3) استخدام قنوات التواصل التقلیدیة کالمجالس والمناسبات، لنقد العادات والتقالید غیر الصالحه لعصرنا هذا ومد جسور التواصل مع القاعدة الشعبیة.

 

پی نوشت:

مقاله فوق درباره تاثیر شبکه های اجتماعی، فضاهای سایبری همچون وبلاگ و وبسایت ها و تاثیر آنها بر مردم اهواز بخصوص مردم عرب این شهر است. در این مقاله به نوشته های دکتر فکوهی در فصل "اینترنت و هویت در پنج هویت قومی ایرانی" از کتاب تعارض و همسازی در هویت و قومیت اشاره شده است. نبی نیسی از فرهنگیان و فعالان اجتماعی اهوازی و از همکاران جدید انسان شناسی و فرهنگ است.

پرونده‌ی «هویت ملی»

http://anthropology.ir/node/3737

ویژه‌نامه‌ی «هشتمین سالگرد انسان‌شناسی و فرهنگ» 
http://www.anthropology.ir/node/21139

ویژه‌نامه‌ی نوروز 1393 
http://www.anthropology.ir/node/22280